أصدر البنك الدولي تقريرا جديدا تحت عنوان "توقعات وتطلعات: إطار جديد للتعليم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وجهت من خلاله وصايا لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما فيهم المملكة المغربية .. كانت أهمها دعوة هذه الدول إلى الابتعاد عن نمط الحفظ والتلقين في المدارس، مقابل تشجيعهم على نهج نظام التفكير النقدي والإبداع ودغدغة طاقات الخلق والإنتاج لدى التلاميذ لضمان نمو وتقدم قطاع التعليم بالمنطقة وكذا تحسين مردودية هؤلاء الأخيرين.
وقد شدد البنك الدولي على ضرورة تخطي الطرق التقليدية للتدريس والبحث عن سبل مواكبة التطورات التي يشهدها العصر، بما في ذلك ضرورة اكتساب هؤلاء التلاميذ مهارات الرقمنة حتى يتأهبوا لتلبية ما تحتاجه وظائف المستقبل ومتطلبات الغد.
هذا وتضمن التقرير معطيات تفيد أن 48% من التلاميذ المغاربة بالسنة الثانية من التعليم الإعدادي يُلزمون بحفظ مبادئ علمية، الشيء الذي استنكره البنك الدولي الذي يرى أن هذه الآلية تُمتّن ارتباط التلميذ بالأستاذ، إذ أن تغيب هذا الأخير يشكل معضلة حقيقية
تُسهم في توقف سيرورة العملية العلمية والتعلمية بالمدرسة، نظرا لكون المتمدرسين ألِفوا تلقي المعلومة من الأستاذ، ثم حفظها، لعرضها مجددا يوم الامتحان .. وهو ما يطلق عليه "ببضاعتكم ردّت إليكم" ... الشيء الذي يثير استنكار التلاميذ والطلبة على حد سواء.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن التقرير لاقى استحسان التلاميذ والطلبة الذين ضاقوا ذرعا من هذا المنهج الذي يرونه "مجحفا" و"مستنزفا" لطاقاتهم و"مطمِسا" لملكات الخلق والإبداع لديهم.. إذ عبر نشطاء فيسبوكييون أنهم في انتظار تطبيق ما جاء من وصايا في التقرير من طرف الجهات المعنية .. كما ناشدوا هذه الأخيرة بتفعيل النظام الموصى به في أقرب الآجال.